|
|
مناسبة القصيدة :
تفديك النفوس ولا تفادى
|
القصيدة الثالثة والثلاثون حسب شروح الزند:
ص770/عدد الأبيات(56).
القصيدة الثالثة والثلاثون من سقط الزند وقال يخاطب خاله (أبا القاسم علي بن محمد بن سبيكة وكان سافر إلى المغرب وأطال الغيبة) يعني لما ترك السفر إلى القاهرة وقصد المغرب (كما قال الشراح في شرح البيت 23) ويصف فيها ما لقيه في طريقه من أهوال
وسماه في البيت الثاني:
أرانـا يـا علِـيّ وإنْ أقَمْنـا =نُشــاطِرُكَ الصـَّبابَةَ والسـُّهادا#
وفيها قوله يصف الليالي الظلماء التي اجتازها:
تَخَيَّــرُ سـُودَها وتقـول أحْلـى =عُيـونِ الخَلْـقِ أكثرُهـا سَوادا#
وقوله وهو من الأبيات السائرة:
إذا هــادَى أخٌ مِنّــا أخــاهُ =تُرابَـكَ كـان ألْطَـفَ مـا يُهادى#
وقوله ويريد عشيرة خاله بني سبيكة:
كـأنَّ بنـي سـَبيكَةَ فـوقَ طَيْـرٍ =يَجوبـونَ الغَـوائِرَ والنِّجـادا#
قال الخوارزمي في شرحه: وسبيكة جد خاله.
وقوله:
علامَ هَجَــرْتَ شــرْقَ الأرضِ حـتى =أتَيْـتَ الغَرْبَ تَخْتَبِرُ العِبادا#
وكـانتْ مِصـْرُ ذاتُ النيلِ عَصْراً =تُنـافِسُ فيـكَ دِجْلَـةَ والسّوادا#
وقوله في البيت 40 أثناء وصفه المدن التي قطعها:
وأُخْــرَى رُومُهـا عَـرَبٌ عليهـا =وإنْ لـم يَرْكَبـوا فيها جَوادا#
سـِوى أنّ السـّفِينَ تُخـالُ فيهـا =بُيـوتَ الشـَّعْرِ شـَكْلاً واسْوِدادا#
ديــارُهُمُ بهِــمْ تَسـْري وتَجـري=إذا شـاءوا مُغـاراً أوْ طِـرادا#
تكـادُ تكـونُ فـي لَـوْنٍ وفِعْـلٍ =نَواظِرُهــا أسـِنَّتَها الحِـدادا#
يعني كأن رومَ أهل هذه المدينة وهم على سفنهم عربٌ في بيوت الشعر في بواديهم وهذه السفن تجري بهم على البحار وكأنها مدن صغيرة.
وكأن عيون ركابها الزرقاء وهم على السفينة نصولُ رماحٍ لوناً وفعلاً
والقصيدة تحتاج لشرح مطول يزيل الغموض عن كثير من أبياتها ومن نوادر ما ورد في شروحها ما حكاه الشراح في شرح البيت 12:
إذا صاحَ ابنُ دأيَةَ بالتّداني= جَعَلْنا خِطْرَ لِمَّتِهِ جِسادا#
من أن العرب كانت تتفاءل بنعيق الغراب، وتتشاءم بنعيبه وما في شعر العرب من الأول ومنها هذا البيت.
وقد تعرض المرحوم طه حسين في "تجديد ذكرى أبي العلاء" لهذه القصيدة قال: ص97
أسرته لأمه: أصهر عبد الله بن سليمان إلى أسرة بحلب تعرف في رسائل أبي العلاء بآل سبيكة، ولم يعرض لها ياقوت ولا يدلنا التاريخ من أمرها على شيء، ولكن شعر أبي العلاء ونثره يمثلان لنا من هذه الأسره ثلاث خصال:
الأولى: كثرة الرحلة وجوب الآفاق، وذلك يظهر في رسائله وفي قصيدة من سقط الزند بعث بها إلى أحد أخواله، وقد عاد من سفره إلى المغرب، ومطلعها:
تُفَــدّيكَ النُّفــوسُ ولا تَفــادى =فـأدْنِ القُـرْبَ أوْ أطِلِ البِعادا#
ومنها:
إذا سـارَتْكَ شـُهْبُ الليـل قالت =أعــانَ الُلـه أبْعَـدَنا مُـرادا#
ومنها:
كــأنَّ بنـي سـَبيكَةَ فـوقَ طَيْـرٍ =يَجوبــونَ الغَـوائِرَ والنِّجـادا#
أَبِالإســْكَنْدَرِ المَلِـكِ اقتَـدَيْتُمْ =فمـا تَضـَعونَ فـي بَلَـدٍ وِسـادا#.
الثانية: كرم النفس وسخاؤها بالمال وحرصها على صلة الرحم ويمثل ذلك رثاء أبي العلاء لأمه وشكره لخاله غير مرة في الرسائل على معونته إياه بل إن سفره إلى بغداد ومقامه ورجوعه منها لم يكن إلا من نوافل خاله هذا.
الثالثة: حب العلم والنبوغ فيه، ويمثل ذلك تلك المكاتبة التي اتصلت بين أبي العلاء بالمعرة وبين خاله أبي طاهر حين كان ببغداد في كتاب السيرافي الذي شرح به كتاب سيبويه وكذلك لفظ الرسائل التي كتبها إلى أخواله وأسلوبهما يدلان على أنه يرى لهم التفوق واتقان العلم)
وتعرضت لها المرحومة د. بنت الشاطئ في كتابها "أبو العلاء المعري" ص13
فعلقت على ما ذهب إليه الأستاذ محمد سليم الجندي في كتابه (الجامع) من أن أبا طاهر هو ابن خال أبي العلاء (علي أبي القاسم) وكان أهم ما استدل به، رسالة كتبها أبو العلاء إلى أبي القاسم يعزيه في أخ له اسمه أبو بكر وقال فيها:
(والله يبقيه ولا يشقيه ويريه في مولاي أبي طاهر وولده ما رآه في ولده سعد العشيرة...).
ولم نطمئن إلى ما ذهب إليه، فليس ما يمنع من أن يعزي بالأخ الحي عن الأخ الفقيد).
وجاء في مقدمتها في شرح التبريزي:
وقال يخاطب خاله عليّ بن محمد بن سكبية وكان سافر إلى الغرب: (1)
في الأول من الوافر، والقافية متواتر:
(1)في البطليوسي: (وقال أيضاً من سقط الزند يخاطب خاله علي بن محمد بن سبيكة وكان سافر إلى المغرب وأطال الغيبة).
وفي الخوارزمي: (وقال أيضاً في الوافر الأول والقافية من المتواتر يخاطب خاله علي بن محمد بن سبيكة وكان سافر إلى الغرب)
|
|
|