البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : يا ليل قد نام الشجي ولم ينم


اللزومية التاسعة و الأربعون بعد الخمسمائة وهي من أخطر لزومياته التي أثارت عليه الضغائن والأحقاد، ومنها في "زجر النابح" تسعة أبيات سيأتي قوله في الرد عنها في آخر هذه المقدمة، وأخطرها قوله: وَلَدَيَّ سِرٌّ لَيْسَ يُمْكِنُ ذِكْرُهُ=#يَخْفَى عَلى البُصراءِ وَهْوَ نَهارُ# أَمّا هَدىً فَوَجَدْتُهُ ما بَينَنا=سِرّاً وَلَكِنَّ الضَّلالَ جِهارُ# وننقل هنا اطرف ما جاء في رد ابي العلاء، وكأنه في محكمة يقر فيها بأدنى ما يقبل منه، وهو قوله: (وقد ألحَّ على مؤلف (لزوم مالا يلزم) في سؤال على هذا السرَّ فقال: معناه أني من أول العمر إلى آخره يُظنُّ بي الثراء واليسر لما أعانيه من التقنُّع والاستغناء عن الناس، حتى دخلت جملة من ذُكر في قوله تعالى: (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) وأما البيت الثاني فمعناه أن الهدى قليل فكأنه سرّ، والضلال قد غلب فكأنه جهار ويجوز أن يعنى بذلك القوم الصالحون والذين هم على غير طرق الصلاح، لأن صاحب النسك منذ كان مفقود في الزمن قليل النظير. وإلى أن تجد رجلا يتورّع ويتعفَّف قد وجدت آلافا يظلمون ولا يخافون العقوبة ولا سوء الذكر، فكأنَّ الدَّين لقلّة أشباهه سرٌّ يكتم، والغواة من البشر حديث يُظهر ويعلن فلذلك جاء في الحديث: خير الناس في الزمان النومة، أي الخامل الذكر (هـ) هذا كلام الشيخ أبي العلاء. ويلي هذين البيتين قوله: يا لَيْتَ آدَمَ كانَ طَلَّقَ أُمَّهُمْ=أَو كانَ حَرَّمَهَا عَلَيهِ ظِهَارُ# وَلَدَتْهُمُ في غَيْرِ طُهْرٍ عَارِكاً=فَلِذَاكَ تُفْقَدُ فيهِمُ الأَطهارُ# وفيها قوله وهو من فرائده: ما مَيَّزَ الأَطْفَالَ في أَشْبَاحِهَا=#لِلْعَيْنِ حِلُّ وِلادَةٍ وَعِهَارُ# وجدير بالذكر هنا ان الأستاذ محمد الهادي الطرابلسي أضاف إلى هذه اللزومية البيت التالي وجعله البيت الثامن فيها: يا ليْتَ أنِّي لم أكُنْ في ذي الدُّنى=أو كان لي في الذَّاهبين قَرَارُ# وهو خطأ ظاهر لأن اللزوم مختلف، وليس في اللزوميات لزومية على هذا العروض، الراء المضمومة مع الراء من بحر الكامل وقد عثر عليه كما يقول فيما عثر عليه من شعر أبي العلاء في مخطوطة ديوان ابن حزم وهي مخطوطة تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء. ونشر حصيلة عمله في مجلة الحوليات التونسية ا/ يناير/ 1974م ، العدد-11- ص173. بعنوان: (اضافات وتنقيحات على بعض اشعار اللزوميات) وانظر ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 ومطلعها: سَلُوا مَعْشَرَ المَوتى الَّذي جاءَ وافِداً=إِلَيكُم يُخَبِّرْ فَهوَ أَقرَبُكُم عَهْدَا# وذكر الطرابلسي أن هذا البيت تابع لهذه اللزومية (البيت 8) وهي أحدى سهوات الدكتور الطرابلسي حيث أن قافية هذا البيت الراء المضمومة مع الراء وهذه اللزومية قافيتها الراء المضمومة مع الهاء (وهي اللزومية التاسعة والستون في قافية الراء / عدد أبياتها13) (الكامل): ليت آدم طلق حواء: الراء المضمومة مع الهاء: ص624_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. وهو أحد الأبيات التي جمعها الأستاذ محمد الهادي الطرابلسي مما لم يرد في اللزوميات المطبوعة، ونشر حصيلة عمله في مجلة الحوليات التونسية ا/ يناير/ 1974م ، العدد-11- ص173. بعنوان: (اضافات وتنقيحات على بعض اشعار اللزوميات (البيت الثامن) قال: يا ليْتَ أنِّي لم أكُنْ في ذي الدُّنى=أو كان لي في الذَّاهبين قَرَارُ# @@@@@ سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل قاعد وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر . وننوه هنا إلى أن الأبيات (من 3،4،5،6،7،9،10،11،12) هي القطع من رقم (55) إلى رقم (57) من كتاب "زجر النابح" لأبي العلاء ص52 وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: (1) وَالنّاسُ مِثْلُ النَّبْتِ يُظْهِرُهُ الحَيا####وَيَكُونُ أَوَّلَ هُلْكِهِ الإِظْهَارُ تَرْعَاهُ راعِيَةٌ وَتَهْتِكُ بُرْدَهُ####أُخرى وَمِنْهُ شَقائِقٌ وَبَهَارُ ما مَيَّزَ الأَطْفَالَ في أشباحهَا####لِلْعَيْنِ حِلُّ وِلادَةٍ وَعِهَارُ وَالجَهْلُ أَغْلَبُ غَيْرَ عِلْمٍ أَنَّنا####نَفْنَى ويثبتُ واحدٌ قهار في زجر النابح وقضيب البان(ويثبت واحد قهار) بدلا من (وَيَبْقَى الوَاحِدُ القَهّارُ). وَكَأَنَّ أَبْنَاءَ الَّذينَ هُمُ الذرى####أَعْفَاءُ أَهْلٍ لا أَقولُ مِهَارُ يا لَيْتَ آدَمَ كانَ طَلَّقَ أُمَّهُمْ####أَو كانَ حَرَّمَهَا عَلَيهِ ظِهَارُ وَلَدَتْهُمُ في غَيْرِ طُهْرٍ عَارِكاً####فَلِذَاكَ تُفْقَدُ فيهِمُ الأَطهارُ وَلَدَيَّ سِرٌّ لَيْسَ يُمْكِنُ ذِكْرُهُ####يَخْفَى عَلى البُصراءِ وَهْوَ نَهارُ أَمّا هَدىً فَوَجَدْتُهُ ما بَينَنا####سِرّاً وَلَكِنَّ الضَّلالَ جِهارُ في زجر النابح (الهدى). القطعة (55): قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الأول: هذا شيء قد نطق به القرآن في قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا).(2) وفي المشاهدة أن ابن آدم يبدأ غضيضا نضرا كالنبت في أول ظهوره، ثم يكتهل، ثم يناله الهرم، ثم الموت، فيصير كالحطام اليابس. وقد شبه الله سبحانه المؤمن بالزرع وهو اسم يقع عليه النبات، قال: (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ).(3) فأما الشعراء فقد كثر تشبيههم للإنسان بالنبت والغضن في الجاهلية والإسلام. (هـ) هذا كلام الشيخ . القطعة (56): وقال تعليقا على البيت السادس: (لا) (4)يلام ابن آدم على ما تمني العدم وفقد هذه الدنيا المتناهية في الغرور والخديعة (هـ) هذا كلامه.(134-آ) القطعة (57): وقال تعليقا على البيت الثامن والذي يليه: (ولديّ سرٌّ...) والبيت الذي يليه: أما إنكار المتعرض البيت الأول فجهل منه واعتداء. لأن ابن آدم مأمور بحفظ الأسرار. وقد روي أن النبي صلى الله عليه قال: (استعينوا على أموركم بالكتمان). وكان إذا أراد سفرا ورّى بغيره. وهذا مما يدخل في باب الكتمان. وأنكر على حاطب ابن أبي بلتعة كتابه إلى مكة بأمر كان قد عزم عليه النبي صلى الله عليه، وفي ذلك نزلت هذه الآية وما بعدها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ).(5) وقد ليم من أجري(6) إلى إظهار السر، بدليل قوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ )(7). وقال الشاعر في القديم (8). ولا تُفشِ سرك إلا إليك=فإن لكلِّ نصيحٍ نصيحا# وقد ألحَّ على مؤلف (لزوم مالا يلزم) في سؤال على هذا السرَّ فقال: معناه أني من أول العمر إلى آخره يُظنُّ بي الثراء واليسر لما أعانيه من التقنُّع والاستغناء عن الناس، حتى دخلت جملة من ذُكر في قوله تعالى: (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) (9). وأما البيت الثاني فمعناه أن الهدى قليل فكأنه سرّ، والضلال قد غلب فكأنه جهار ويجوز أن يعنى بذلك القوم الصالحون والذين هم على غير طرق الصلاح، لأن صاحب النسك منذ كان مفقود في الزمن قليل النظير. وإلى أن تجد رجلا يتورّع ويتعفَّف قد وجدت آلافا يظلمون ولا يخافون العقوبة ولا سوء الذكر، فكأنَّ الدَّين لقلّة أشباهه سرٌّ يكتم، والغواة من البشر حديث يُظهر ويعلن فلذلك جاء في الحديث: خير الناس في الزمان النومة، أي الخامل الذكر (هـ) هذا كلام الشيخ أبي العلاء. (134-آ). (1)الأعفاء: جمع عفو، ولد الحمار، والمهار: جمع مهر: ولد الفرس. والظهار: من قولهم ظاهر من امرأته ظِهارا إذا قال لها أنت عليّ كطهر أميَّ. وكان الظِهار طلاقاً في الجاهلية فنُهوا عن الطلاق بلفظ الجاهلية وأوجب عليهم الكفارة تغليظا في النهي (المصباح)، والعارك: الحائض. (2) سورة نوح: (17). (3)سورة الفتح: (29) وشطء النبات ما خرج من الأصل. يقال أشطأ الزرع وأخرج شطأه إذا أفرخ. (4)أداة النفي (لا) غير واردة في النص، والمعنى يقتضي وجودها أو وجود أداة استفهام كالهمزة أو (هل). (5)سورة الممتحنة (1) وقد جاء في أسباب النزول للأسيوطي ما يلي: (أخرج الشيخان عن عليّ قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود فقال : انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فأتوني به فخرجنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا : اخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب فقلنا لتُخرجِنّ الكتاب أو لتُلقِنْ الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا هو من حاطب بن بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ما هذا يا حاطب ؟ قال : لا تعجل علي يا رسول الله فإني كنت ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك من نسب فيهم أن أتخذ يدا يحمون بها قرابتي. وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : صدق وفيه أنزلت هذه السورة ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ﴾. (6)أجري: أرسل جَريّاً في أمر ما، والجريّ: الرسول والوكيل والخادم. (7) سورة النساء (83). (8) ينسب هذا البيت إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويقال لا، بل كان يكثر إنشاده متمثلا (الكامل: 2-15). (9) سورة البقرة: 273.


الى صفحة القصيدة »»