|
|
مناسبة القصيدة :
يدل على فضل الممات وكونه
|
اللزومية السابعة و الثلاثون (وهي اللزومية الأولى بقافية الباء) حسب شروح لزوم ما لا يلزم : (بحر الطويل)عدد الأبيات (4)
فضل الممات: (1)
الباء المضمومة مع العين: (2)
ويستوقفنا في نشرة د. طه حسين والأبياري أنهما ينقلان كلام البطليوسي من غير أن ينسباه إليه في كل اللزوميات التي شرحها .
وهي القطعة السابعة و الثلاثون حسب ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص108 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة وألف، والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية:
لا تحقر الموت ولا تزهد فيه، ولكن أكبره واسْعَ إليه؛ فإنه خليق أن يكون مطمعاً للنفس الكبيرة والقلب المطمئن.
وأي دليل على شرفه وفضله أوضح من صعوبة الطريق إليه، فإننا إنما نسلك إليه هذه الحياة محتملين أهوالها متجشمين خطوبها متجرِّعين غُصصها، ابتغاء راحته الدائمة ودعته الخالدة؛ فهو كالمجد المؤثَّل لا يُنال إلا بالجهد والمشقة.
أجلْ، إن الموت لراحة، وإن الحياة لتعب، وإن في افتراق الأجزاء بَعْدَ الموت لتخففاً من ثقل شديد، كما أن في التئامها بالحياة تحملاً لعبء عظيم.
انظر إلى هذا الراعي المكدود، ما ينفك عاملاً مجتهداً في حياته، حتى إذا مات سكنت حركته واطمأن جسمه وارتاح بعد العناء.
وما أحسبه لو خُيِّر بين الموت والحياة وقد ذاق أولهما إلا مؤثراً للحِمام ومختاراً للفناء.
*
أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر.
(1)حرف الباء- الباء المضمومة مع العين -: ص 84 شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2.
(2) فصل الباء- قال أبو العلاء الباء المضمومة مع العين: ص 245 تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر.
***
وكان راعي هذا الموقع معالي محمد أحمد السويدي قد بعث إلينا بعد مضي شوط من عملنا بنسخة يقول في التعليق عليها: (أهم ما وصلنا من نسخ اللزوميات) فلما اطلعنا عليها رأيناها كما قال، إذ كنا نقف فيها على عين الصواب في كل مرة نتفاجأ فيها باضطراب أو غموض أو تعرض البيت للتحريف والتصحيف، بحيث يحق لنا أن نقول: إن لزوميات أبي العلاء ولدت من جديد باعتماد نسخة ابن قضيب البان. وهي نسخة لا يعرف كاتبها وتعرف بنسخة ابن قضيب البان لأنها كتبت له بأمره كما جاء في ختامها:
كتبت هذه النسخة برسم المولى الأجل الأفضل الأكمل مولانا وسيدنا السيد الحسيب النسيب السيد محمد أفندي الحجازي… وكان الفراغ من نساخته ضحوة نهار الخميس المبارك لستٍّ بقين من شعبان لسنة ثلاث وأربعين وألف من الهجرة النبوية عليه من الله أفضل التحية.
ومحمد افندي حجازي المذكور هو محمد حجازي بن عبد القادر بن محمد الشهير بابن قضيب البان نقيب أشراف حلب ومولده كما يقول المحبي في "خلاصة الأثر"
بمكة المكرمة سنة إحدى بعد الألف وتوفي بحلب في صفر سنة تسع وستين وألف وقد ترجم المحبي أيضا لابنه عبد الله صاحب (حل العقال-ط) المقتول في غضب الناس عليه يوم الأربعاء 27 ذي الحجة سنة 1096هـ وكان أجل من أبيه قدرا وأوسع شهرة. وله ترجمة في أعلام الزركلي ولم يترجم لأبيه صاحب النسخة.
|
|
|