البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : القلب كالماء والأهواء طافية


اللزومية السادسة والعشرون حسب شروح لزوم ما لا يلزم : (بحر البسيط) عدد الأبيات (4) الناس كالدهر: (1) الهمزة المكسورة مع الميم : (2) وهي إحدى اللزوميات التي اختارها وشرحها البطليوسي رقم -1- تحقيق الدكتور حامد عبد المجيد ص49-خطيات اللزوم د(:14)، هـ(1:34)، و(1:29)، ز(1:25) ويستوقفنا في نشرة د. طه حسين والأبياري أنهما ينقلان كلام البطليوسي من غير أن ينسباه إليه في كل اللزوميات التي شرحها. وهي القطعة السادسة والعشرون حسب ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص71 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة وألف، والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية: مَثَلُ النفس الإنسانية ثبتتْ طبيعتها لا تتغير، واستقرَّتْ أصولها لا تتبدل، ثم عرضت لها من الحياة مظاهرُ أثَّرتْ فيها فغيَّرت أهواءها وبدَّلت شهواتها، تغييراً لا يلبث أن يزول؛ مثلُ البحيرة الهادئة والغدير الساكن عصفت بهما الريح فهاجت أمواجهما وأنشأت على سطحيهما من الحَبَاب كُرَاتٍ لا تلبث أن تزول بسكون الريح. ذلك مثلٌ صادقٌ لنفس الإنسان الثابتة وأهوائه المتغيرة، عنها صدرت تلك الأهواء، فخيِّل إليك أنها باقية بقاءها، ثابتة ثباتها، ولكنك لا تلبث أن ترى حالاً طارئة، وهوىً جديداً. لقد كنت تحب أسماءَ وتكلفُ بها، وتعتقد أن غرامك بها باقٍ بقاء الدهر، خالدٌ خلود الزمان، فإذا طول الأمد واختلاف ألوان الحياة قد عبث بهذا الغرام فغيره وأخذ يمحوه من قلبك قليلًا قليلا، ويُحِلُّ مكانه غراماً طريفاً، ثم أصبحت وقد نسيت أسماءَ، وأصبحت بهند كلِفاً مشغوفاً. وما أراك إلا سالكاً بهذا الحب الجديد سبيلك في ذلك الحب التليد. أجلْ، ليس في العالم طريف ولا في الحياة جديد، وإنما العالم والحياة مظاهر يماثل بعضها بعضاً. فالأقوال مِرآة الناس منها السيئ والحسن، والناس مرآة الأيام، ثابتة في نفسها متغيرة في شكلها، منها الظلمة والنور، ومنها الليل والنهار، ظاهر متغيِّر، وطبيعة ثابتة دائمة، ضياء يملأ النفوس انشراحاً، وظلمة تملؤها انقباضاً، والحقيقة واحدة، فلكٌ يدور بالخير والشر، ويجري بالسعد والنحس. لم أر أشد حمقاً ولا أكثر بَلَهاً من قومٍ ظنوا تغيُّر الزمان وتبدُّل الأيام، وانتظروا أن تطيعهم حركة الفلك فتستحيل من شرٍ إلى خير ومن بؤسٍ إلى نعيم؛ إذ ذاك تصلح النفوس الفاسدة، وتصح الطبائع المريضة، وتُملأ الأرض عدلًا كما مُلئت جوراً، وتسكن الأرنب إلى السبع، ويأنس العصفور إلى الصقر. خيالٌ ما أبعده من الحق، وأدناه من المحال. ألا لا يخدعنَّك هذا الوهم، ولا يغرنك هذا الأمل، إنما العالم على حاله خيرٌ يمازجه شرٌّ، ونعيم يشوبه بؤس؛ فلا تحاول له تغييراً، ولا تطلب له تبديلاً، ولكن إن استطعت أن تَرِدَ بنفسك الصادية مناهل الخير عذبةً، وشرائع الفضيلة صافية، فافعل، فأنت الموفَّق السعيد. * أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر. (1)حرف الهمزة_ الهمزة المكسورة مع الميم: ص 63شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. (2)فصل الهمزة_ الهمزة المكسورة مع الميم: ص 171تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر.


الى صفحة القصيدة »»