|
|
مناسبة القصيدة :
مهرت الفتاة الأحمسية نثرة
|
القصيدة الثامنة و التسعون حسب شروح سقط الزند: (الدرعية الرابعة والعشرون)
ص1947/ عدد الأبيات(55) /لم يوردها البطليوسي
وقال في الطويل الثاني والقافية متدارك.
وليس لهذه الدرعية مقدمة في كلا الشرحين، ويفهم من مطلعها انها قالها على لسان رجل قدم درعه مهرا لفتاة
وأجمل أبياتها البيت الأخير يقول بعدما وصف غلية الدهر على الناس:
لهــمْ رابِــعٌ فــي الجاهِلِيّـةِ أوّلٌ= وَثـانٍ وقـد وافـاهُمُ الـدِّينُ خـامِس#
قال التبيريزي: رابع، من المِرباع في الجاهلية، وخامس من الخُمس في الإسلام.
أي لهم رابعٌ أول في الجاهلية، وثانٍ خامسٌ في الإسلام، من رَبَعَهم وخَمَسَهم، إذا أخذت رُبْعَ أموالهم وخُمْسَها.
وفي إعرابه معناه، (رابع مبتدأ خبره أول، و(ثانٍ: مبتدأ خبره خامس)
وأثمن ما في هذه الدرعية بل أثمن ما في شروح الدرعيات كلها هذه الجوهرة التي حملتها لنا يد الخوارزمي في شرح البيت (53) ستة أبيات من "استغفر واستغفري" ليس لها أثر في كل ما رجعنا إليه من مصادر قال:
كشف بهذه الكلمة الوجيزة عن حال المرء كيف يبدو، وعلى أي وصف ينشأ وينمو، ثم كيف تَطْمِسه الأيام وتَمحو.
ومن أبيات (استغفر واستغفرى):
أورقتَ ياغُصْنُ لا تدرى بما صنعتْ=لك المقاديرُ ثمّ اسْتُنْشِئ الزَّهَرُ#
فلم تَزَلْ لقضاء الله منتقلاً=حالاً فحالاً إلى أن أينع الثمر#
وكان وَاليك يَخْشَى أن تمسَّ أذىً=يومأ ويَسقِيك إن لم يَسقِك المطر#
ما نام عنك ولا ألهتْه نائبةٌ=حتى قَدُمْتَ وجاء الضّعف والخَور#
ثم اغتدى لك عند القُرِّ مُحتطباً=يُلِقْيك فى النار عمداً وهى تستعر#
وإنما قلتُ ما قَدّمتُه مثلاً=للمرء لمّا أتاهُ الشَّيْبُ والكبَرُ#
والقصيدة ينتهي ما يتعلق منها بالدرع عند البيت 43، ليعود أبو العلاء إلى أجواء سقط الزند فيصف رحلته من بغداد إلى المعرة وما كابده من نهار وليل، ويظهر أسفه على فراق بغداد مصدوما برؤيته مشارف المعرة في البيت: 48
فرَتْكَ أواذِيُّ الفُراتِ صَبابَةً = وأبْلَسْتَ لمّا أعرَضَتْ لكَ بالِس#
قال الخوارزمي:
(بالس: مدينة على شط الفُرات.
يصف لَهجَه بالعراق فيقول: كنتَ تتقطَّع من الشوق إلى بغداد، والآن قد يئست إذ رأيت بالسا، فكم بينه وبين بغداد)
اما عن شهرة القصيدة فلم نقف على ذكر لبيت من ابياتها سوى استشهاد السكاكي بالبيت الثامن منها في كتابه "مفتاح العلوم" في باب "المسند والمسند إليه" بلا نسبة إلى أبي العلاء، والبيت:
لها حلق ضيق لوأن وضينه = فؤادك لم يخطر بقلبك هاجس#
وصدر البيت 23 من هذه القصيدة كرره أبو العلاء في الدرعية السابعة البيت 36
تَنافَسَ فيها المُنْذِرانِ ولم يَرُمْ =عليها ابنُ آشي غيرَ ذِكْرٍ بإجْمال#
وفي "أوهام شعراء العرب في المعاني" للمرحوم أحمد تيمور باشا: ذكر للبيت 41 على أنه من أوهام أبي العلاء
سُلَيْمِيّةٌ مِن كلّ قُتْرٍ يَحوطُهَا = قَتيرٌ نَبَتْ عنه الغَواني الأوانس#
قال بعدما أورد بيتا للحطيئة وآخر للنابغة وهما
قول الحطيئة:
فيه الرماح وفيه كلّ سابغة = بيضاء محكمة من نسج سلّام#
وقول النابغة:
وكلّ صموت نثلة تبّعيّة = ونسج سليم كلّ قضّاء ذائل#
قال القاضي الجرجاني في الوساطة: (أراد داود فغلطا إلى سليمان، ثم حرفا اسمه فقال
أحدهما: سلام، وقال الآخر: سليم)انتهى.
وتبعهما أبو العلاء المعري فقال في الدرعيات:
سليميّة من كل قتر يحوطها = قتير نبت عنه الغواني الأوانسُ#
ومن فوائد الشروح قول الخوارزمي في البيت:
أمَوْضــُونَةٌ أمْ خِلْتَهــا بِنْــتَ حُـرّةٍ =مـن المُزْنِ ألْقَتْها الرُّعودُ الرّواجِسُ#
أم، هاهنا، هي المنقطعة، وهي المترجمة ببَلْ
وقول التبريزي في شرح البيت:
إذا احـترَسَ المـوْتُ المُسـَلّطُ مُهْجَـةً =فللنّفْــسِ فيهـا بالمَقـاديرِ حـارِسُ#
(احترس: افتعل، من قولهم: حَرَس الشيء واحترسه، إذا سَرَقه. وأصل الحَرْس من سَرِقة الغنم، يقال لسارق الغنم حارس، ولسارق الإبل خارب).
أما الخوارزمي فقال:
حَرَس الشيء واحترسه، أي سرقه، وأصله من الحِراسة وهذا على طريق التهكم، لأنهم وجدوا الحُرّاس فيهم السَّرِقة.
يقول الرجل لصاحبة يا حارسُ، وما أنت إلا حارس.
ونحوه كلُّ الناس عُدول إلا العُدول.
* ملاحظة: وننوه هنا إلى أن البطليوسي لم يشرح من كل الدرعيات سوى بيتين من الدرعية 16 ص 1909 وهي ثلاثة أبيات أولها:
على أمم أني رأيتك لابسا=قميصا يحاكي الماء إن لم يساوه#
|
|
|