البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : دنياك تشبه ناضحا مترددا


اللزومية الثالثة و الأربعون بعد الخمسمائة وهي أخت اللزومية السابقة، ويظهر من قوله هناك إِن كانَ مَن قَتَلَ المُحارِبُ مُجبَراً= يُسطى عَلَيهِ فَأَينَ يُبغى الثارُ# وقوله هنا: يا طَالِباً ثَأرَ القَتيلِ أَلَمْ يَبِنْ=لَكَ أَنَّ كُلَّ العَالَمينَ جُبَارُ# وَتَخَالَفُ الأَهْواءُ هَذا مُدَّعٍ=فِعْلاً وَذَلِكَ دِينُهُ الإِجْبَارُ# أن اللزوميتين شارك بهما أبو العلاء في تهدئة ما ثار بين قبيلتين من معاصريه بسبب جريمة قتل وقعت، ويزيد الظن قوة نهيه عن الثرثرة في البيت (فابعد عن الثرثار) في اللزومية السابقة وقد أثارت عليه لزومية هذه الصفحة الأحقاد لقوله فيها: آلَيْتُ مَا الحِبْرُ المِدَادُ بِكَاذِبٍ=بَلْ تَكْذِبُ العُلَماءُ وَالأَحبارُ# وأطال في الرد على منتقديه في كتابه "زجر النابح" ونقلنا ذلك في ذيل هذه المقدمة، وهو من نوادر ردوده. ومن ابياته السائرة فيها قوله: وَوَجَدْتُ أَصْنافَ التَكَلُّمِ سِتَّةً####بِالمَيْنِ مِنْها أُفْرِدَ الإِخْبَارُ# (وهي اللزومية الثالثة والستون في قافية الراء / عدد أبياتها12) (الكامل): تخالف الأهواء: الراء المضمومة مع الباء: ص616_ شرح نَديم عَدِي_ ج2/دار طلاس للدراسات/ط2. @@@@@ سنعتمد في شرح ما تبقى من اللزوميات شرح د. حسين نصار الذي أصدره (مركز تحقيق التراث الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، مصر 1992م ، عدد الأجزاء (3) عدد الصفحات (1397) تحقيق سيدة حامد، منير المدني، زينب القوصي، وفاء الأعصر إشراف ومراجعة الدكتور حسين نصار) مع إضافة شرح أمين عبد العزيز الخانجي (طبعة مكتبة الخانجي، القاهرة بمقدمة الأستاذ كامل كيلاني، ومراعاة الرموز (هـ) هامش النسخة الهندية، و(م هـ ) متن الهندية، و(م) شرح النسخة المصرية. وكذلك شرح عزيز أفندي زند مدير جريدة المحروسة ومحررها طبع بمطبعة المحروسة بمصر سنة 1891م، آخذين بعين الاعتبار المحافظة على ما وصلنا من شرح البطليوسي وكنا قد اعتمدنا سابقا نشرة د طه حسين وإبراهيم الأبياري حتى اللزومية ٧٥ وهي آخر ما نشر من شرحهما للزوميات ((ورأينا اعتبارا من اللزومية 113 أن نلم ببعض ما انفرد به الشيخ أحمد بن إسماعيل الفحماوي (ت 1307هـ) في نسخه وهو وراق متأخر كان يتعيش بنسخ اللزوميات وبيعها. وتعج نسخة الفحماوي هذه بحواش وتعليقات نقلها الدكتور حسين نصار برمتها في نشرته في كل شروحه سواء أشار إلى ذلك أم لا ولا ندري كيف نلتمس له العذر على أنه لم يصرح في المقدمة أنه اعتمد نسخة الفحماوي بل لم يذكر نسخة الفحماوي في كل مقدمته ولا تفسير لذلك سوى الفوضى التي خلفتها أقلام فريق العمل الذي كان يشرف عليه وقد استنفد الفحماوي خياله الفني في ابتكار صور حواشيه فهذه بصورة زورق وأخرى في هيئة جمل قاعد وأخرى صور أمواج أو سارية قامت على هامش الصفحة وتضمنت شروح كل الأبيات مضفورة كضفائر السواري ونأمل أن نجد فرصة لاحقا لإعادة نشرها في موقعنا ' بحيث تكون كل صفحة في مكانها من اللزوميات وكل ما يذكره نصار في شرحه للأبيات هو كلام الفحماوي والحق أن يرد الحق إلى أهله. وذكره أحمد تيمور باشا في كتابه عن ابي العلاء فقال أثناء تعريفه باللزوميات: "وكان الأديب الفاضل الشيخ أحمد الفحماوي النابلسي، نزيل مصر رحمه الله تعالى، مشتهِرًا بكتابة نسخ من هذا الكتاب، يتحرى فيها الصحة، ويطرزها بالحواشي المفيدة، ثم يبيع النسخة بعشرين دينارًا مصريًّا، فيتنافس في اقتنائها أعيان مصر وسراتها، وعندي منها نسختان" انتهى كلام تيمور باشا وفي أخبار الفحماوي أنه قام بطبع اللزوميات لأول مرة في مصر على الحجر في مطبعة كاستلي التي كان يعمل فيها وهي أشهر مطبعة وقتها بعد مطبعة بولاق (ولم نتوصل حتى الآن إلى هذه الطبعة ولا نعرف تاريخها) والنسخة التي سنعتمدها هي النسخة التي تحتفظ بها دار الكتب المصرية برقم 72 شعر تيمور وتقع في 448 ورقة.)) ونشير اعتبارا من اللزومية 391 إلى ما حكيناه في مقدمة اللزومية 390 عن اكتشاف نسخة من ديوان ابن حزم تضمنت قطعة من لزوميات أبي العلاء وقع فيها خلاف في ألفاظ كثيرة وزيادة على أبيات اللزوميات وكلها تنحصر في حرفي الدال والراء ( والله الموفق). أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فلم نقف على ذكر لبيت من أبياتها فيما رجعنا إليه من المصادر . وننوه هنا إلى أن الأبيات (2،3،4) هي القطعة رقم (53) من كتاب"زجر النابح" لأبي العلاء ص74، وطبع الكتاب بتحقيق د. أمجد الطرابلسي قال: آلَيْتُ مَا الحِبْرُ المِدَادُ بِكَاذِبٍ####بَلْ تَكْذِبُ العُلَماءُ وَالأَحبارُ(1) زَعَمُوا رِجَالاً كَالنَّخيلِ جُسُومُهُمْ####وَمَعَاشِرٌ أُمَّاتُهُمْ أَشْبَارُ إِنْ يَصْغُروا أَو يَعْظُمُوا فَبِقُدْرَةٍ####وَلِرَبِّنَا الإِعْظَامُ وَالإِكْبارُ قال أبو العلاء في الرد على من اعترض عليه في البيت الأول: المعنى أن الكتاب الكريم قد نطق بتكذيب الأحبار من أهل الكتب القديمة. ودعواهم مالا يجب لهم، وإضلالهم من أتبعهم من الجَهَلة والأغْمار.(2) من ذلك قوله تعالى: (لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).(3) ولولا هاهنا في معنى هلا، كما قال الشاعر: (4) لولا الكمي المقنّعا. ولولا ذلك لكانت الآية شهادة لهم بحسن المذهب في اتباع الرسل. وقوله: (لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) ابتداء جملة أخرى. وقال: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ ).(5) وقال تعالى:( تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ).(6) وقد جاء في أحاديثهم مما لم يسطّر في الكتاب الكريم من [ صِغر أجسام قوم] وعِظَم أجسام آخرين. وأفرطوا في ذلك حتى روى بعضهم أن عوج بن عنق(7) كان يحك رأسه السماء وأن الملائكة أنفت من ذلك وشكته الى الله فنقص من خلقه شيئاً يسيراً عن ذلك وأنه كان يخوض معظم البحر فيكون إلى كعبه ويأخذ الحوت فيشويه في عين الشمس. وقد أخذ ذلك بعض القصّاص من المسلمين فادّعوا أن موسى عليه السلام أراد أن يحارب عوجاً فجمع له عسكراً عظيماً وأن عوجاً عمد إلى جبل فنحت منه صخرة على مقدار العسكر وحملها ليرميها عليه فبعث الله طائراً نقر تلك الصخره فصارت في عنقه. وقد ذكر ذلك ابن مناذر(8) فقال: أين عوج الذي أعدّ لموسى= صخرة مثلَ عسكرٍ ممدود# ثم جاؤوا بمناقضه لهذا الخبر فزعموا أن موسى عليه السلام كان طوله سبعه أذرع وطول عصاه كذلك، وأنه وثب من الأرض سبع أذرع فضرب كعب عوج فصرعه. ومن كان رأسه مدانياً للسماء وجب ألا يوصَلَ إلى كعبه بهذا المقدار من الأذرع. وقد ذكر أصحاب السير أن أطول رجال عادٍ كان مئة ذراع وكان اقصرهم سبعين ذراعاً. ولو أراد الله ان يخلق رجلاً طوله مسيرة سبعين سنة أو أكثر لم يكن ذلك ممتنعاً في القدرة ولكنه لم يروهِ الثقات. فأما ما ذكره في القرآن من البسطة الزائدة (9) فذلك موجود في بني آدم إلى اليوم يكون بعضهم قصيراً وبعضهم طويلاً وزعموا من قصر يأجوج ومأجوج ما الله أعلم بحقيقته فذكروا أن الرجل منهم يكون طوله أشبراً. ولا ينكر الله أن يخلق شخصاً في قدر الخنصر ينطق بما ينطق به بنو آدم ويتكلم كما يتكملون[...](10) ويناظر فيما دقّ من العلوم، وقد ردّ الأمر إلى الله سبحانه فقيل ان صغر الجسوم [وعظمها بقدرته تعالى، وأن الإعظام](11) والإكبار من [مزاياه سبحانه وتعالى وذكر](12) نقلة الأخبار أن فرعون [كان طوله...] (13)ذراعا وكذلك أخبروا عن عبد الله بن مسعود (هـ) هذه كلام الشيخ أبي العلاء. (132-آ) (1)الأحبار: ج حبر- بالكسر والفتح- وهو العالم. (2) الأغمار: ج غمر -بالضم- وهو الفتى لم تمكنه التجارب. (3) سورة المادة (63) والربانيون: العلماء والمتألهون، والسحت: الحرام. (4) هو جرير وتمام البيت: تعدون عقر النيب أفضل مجدكم = بنى ضوطري، لولا الكمي المقنعا# وهذا البيت من قصيدة له في هجاء الفرزدق (الديوان 333) مطلعها: أقمنا ورببنا الديار ولا أرى= كمربعنا بين الحنيّين مربعا# (5)سورة الأنعام 91. (6)سورة الزمر: 60. (7)هكذا في الأصل. وفي (القاموس) و(اللسان) أن الصحيح عوج بن عوق وهو اسم رجل زعموا من عظم خلقه شناعة كما زعموا أنه ولد في منزل آدم فعاش إلى زمن موسى وأنه كان مع فراعنة مصر، وأنه صاحب الصخرة التي أراد أن يلقيها على عسكر موسى عليه السلام. وأن موسى هو الذي قتله. (8) هو محمد بن مناذر من شعراء القرن الثاني توفي سنة 198هـ ترجمته في الأغاني 17:9-30، ومعجم الأدباء 19/55، والشعر والشعراء 2/845،847. (9)كقوله تعالى في صفة طالوت (البقرة 247) (وزاده بسطة في العلم والجسم)وكقوله في خطاب عاد (الأعراف 69): (وزادكم في الخلق بسطة). (10)عبارة مطموسة لم نستطع تبينها. (11،12،13) عبارات مطموسة في الأصل وقدرت بما يتفق مع سياق العبارة.


الى صفحة القصيدة »»