|
|
مناسبة القصيدة :
سمعت نعيها صما صمام
|
القصيدة الرابعة والستون حسب شروح سقط الزند:
ص1413/ عدد الأبيات (64)
وقال يرثي أمه.
من الأول من الوافر والقافية متواتر: (1)
(1)البطليوسي:
(وقال أبو العلاء، على قافية الميم، في أمه وكانت توفيت قبل مقدمه
من العراق ولذلك قال في بعض سفره:
ووالدة منيت نفسي لقاءها=فعاجلها يوم ألمّ خؤون#
وهذا البيت رواه البطليوسي ليس من شعر السقط.
الخوارزمي:
(وقال أيضاً في الوافر الأول، والقافية من المتواتر يرثي والدته
وقد توفيت قبل قدومه من العراق بمدة يسيرة).
القصيدة ليس لها شهرة في كتب أهل المشرق، وشهرتها في المغرب والأندلس، فقط وقد بحثنا ما امكننا فلم نقف على بيت منها فيما رجعنا إليه من كتب أهل المشرق سوى البيت 22 إذ يستشهد به الصفدي في كتابه "نصرة الثائر" قال:
وقال أبو العلاء المعري في وصف أسد:
بدا فدعا الفراش بناظريه = كما تدعوه موقدتا ظلام#
والقصيدة أورد منها ابن بسام (542هـ) في الذخيرة 12 بيتا في الفصل الذي أورد فيه رسالتيه اللتين خصصناهما بصفحة في موقعنا هذا بعنوان "سجع الحمائم" والأبيات هي (2، 3، ثم من 6، إلى 15) وهي الأبيات التي وصف فيها أبو العلاء فراق أمه، مع ذيل البيتين 16، 17 والأبيات الستة الأخيرة وقد خرج كل الخروج من رثاء أمه إلى مواضيع أخرى استهلكت 40 بيتا من القصيدة (من 18 حتى 58 ) ليعود إلى رثاء أمه في الأبيات الستة الأخيرة، والظاهر أن ابن بسام سئم من استطراد أبي العلاء المطول فلم يكمل قراءة القصيدة ورأى ما بعد البيت 15 لا علاقة له بالرثاء، فأهمله ولم ينتبه إلى الأبيات الستة في خاتمة القصيدة والتي اشتملت على بيت من عيون الشعر العربي:
كَفاني رِيُّها مِنْ كُلّ رِيّ = إلى أن كِدْتُ أُحْسَبُ في النّعامِ#
وقد خرج أبو العلاء كما أسلفنا من رثاء أمه إلى شكوى الزمان في البيتين 18، و19 ، ثم مضى يصور بطش الزمان فاختار أن يصور بطشه بالأسد الذي هو سيد مملكة الحيوان من البيت 20 حتى البيت 28 ثم يعود في البيت 29 لوصف بطش الدهر فيشبهه في البيت 30 بالأفعى التي لعابها كانه حباب الكأس وعجز الشراح عن الوصول إلى المعنى المراد من البيت 31، وهو قوله يصف لعاب الأفعى التي هي الدهر:
تَطَلَّعَ من جِدارِ الكاسِ كَيْما = يُحَيّيَ أوْجُهَ الشَّرْبِ الكِرامِ#
ويستمر في وصف أفعى الزمان بتشبيهات لا تخطر على بال حتى البيت 38 ثم يتخلص إلى وصف مخاوفه في بادية بني عامر بن صعصعة التي تصل العراق بالشام ويصور لنا فرسان بني عامر في باديتهم من البيت 39 حتى البيت 44 فيقول، في البيت (40) إن الرماح في أيديهم أخف من السهام بل (البيت 41) إن كف الواحد منهم فيها ستة أصابع والأصبع السادس هو الرمح الذي لا يفارقها .. وأن دخولهم على أي بلدة ميعادها بالبياض، لكثرة ما يسقط من أخلاف إبلهم وماشيتهم من اللبن على الأرض، البيت 42 ، ثم يخرج من وصف بني عامر إلى وصف أهوال الليل الذي قطعه في عودته إلى المعرة البيت 43 وهو ليل تشيب من هوله الولدان وهو ليل كما يصوره البيت 44 يتمنى أن ينسى الراكب فيه نفسه فيسقط عن الراحلة من سأمه ويغرق في نومه (البيت 45) فتصير جفونه أثقل من جبل ، ثم يصف (البيت 46) سأم الإبل أيضا من السير وانها تتمنى الحصى التي تطؤها أن تكون سكاكين جزار ثم عاد في البيت (47) ليصف حر الصحراء وكأنما لفح هجيرها الذي يدخل في بُرْدي قادر أن يدخل بين السيف وغمده (وقد قصر الشراح الثلاثة في شرح البيت) ثم يزيد في وصف هذا الهجير في البيت (48) بانه لا ينفع معه لثام ولا بد أن يسوّد الأنوف، ولابد من أن يذكر الحرباء في كل بيداء يصفها وقد اختصها بالبيت (49) من القصيدة والجنادب بالبيت (50) التي اعتادت أن تؤذن للصلاة وقت الضحى وعاد في اليت (51) ليصف ما فعله هجير الصحراء بماء القافلة إذ أنضبه ولم يبق إلا ماء السيف على فرنده، وهو (البيت 52) الوحيد الذي سلم من الهجير ولكنه لم يسلم بالكامل فقد ترك فيه أثرا أيضا، وهو (البيت 53) يعني السيف حديد يسفل ونار تعلو، وهو (البيت 54) أشبه بالضب على تحمله الظمأ وكانما عمود السيف (البيت 55) يحمل الصيف ويحمل أيضا شهري ربيع لأن طرفيه توصفان بالخضرة (كذا قال الشراح: يعني بشهري ربيع الأول والثاني: آذار ونيسان) ثم يشبه في البيت (56) السَيف بالبحر ويقول إن سِيفه =بكسر السين يعني ساحله= يبلع كل شيء، ويقول في البيت (57) إن شفرته هي حذام التي قولها أصدق الكلام ثم ينتقل في البيت (58) إلى معنى غريب فيصف نسب السيف واتصاله بسام بن نوح
ثم يعود إلى أمه في البيت (59) فيقول لو أن كل شعرة على يدي نخلة لعجزت عن حمل نعمائك ثم يقول في البيت (60) هذه أمي التي كان الناس يحسبون أني من جنس النعام لاستغنائي عن الماء بما كانت ترويني من عيونها يقول في البيت (61) وآباؤها وسموا كل ليالي الدهر باللؤم لانفرادهم بالكرم، وهم كما في البيت (62) غنيون عن التعريف بأسمائهم وقد قّصر الشراح في شرح البيت:
مَضَى وتَعَرُّفُ الأعْلامِ فيهِ = غَنِيَّ الوَسْمِ عن ألِفٍ ولامِ#
ثم يستسقى الغمام لها في البيت (63) فيقول: حتى الجهام من السحاب وهو الذي لا ماء فيه سيمطر إذا بلغ قبرك، ويختم القصيدة بالبيت (64) بل أنا لا أرضى أن بالماء يسقط على قبرك من الغمام وإنما من حقك أن يسير القطر إلى قبرك سير البحار.
وهذا كله جعل الابيات المشهورة من القصيدة هي الأبيات الخمسة عشر الأولى، والبيتان 8، 15
فيا ركب المنون إلا رسول = يبلغ روحها أرج السلام#
سالت متى اللقاء فقيل حتى = يقوم الهامدون من الرجامِ#
وهما من جملة ما ذكره ابن بسام ذكرهما أيضا الفتح بن خاقان (ت 528هـ) في "قلائد العقيان متهما الفيلسوف الوزير الشاعر ابن باجه السرقسطي التجيبي أنه أغار عليهما في شعر ذكره. منه:
وسألنا متى اللقاء فقالوا ال =حشر قلنا صبر الله وحرنا#
=وعجز البيت مختل=
ونقل المقري في نفح الطيب كلام الفتح برمته وهو في كتاب القلائد المنشور في الموسوعة ناقص صفحات كثيرة، موجودة في "نفح الطيب" ومنها ترجمة ابن باجة وعدة تراجم قبلها. ونبه المقري إلى أنه كانت بين ابن باجه وبين ابن خاقان عداوة فلذلك هجاه في القلائد. ووفاة ابن باجه مختلف فيها على أقوال آخرها سنة (533هـ) ومنها (523هـ)
|
|
|