البحث
  كل الكلمات
  العبارة كما هي
مجال البحث
بحث في القصائد
بحث في شروح الأبيات
بحث في الشعراء
القصائد
قائمة القصائد
مناسبة القصيدة : يا ملوك البلاد فزتم بنسء ال


اللزومية الرابعة والعشرون حسب شروح لزوم ما لا يلزم : (بحر الخفيف) عدد الأبيات (9) الملوك والمهدي المنتظر: (1) الهمزة المكسورة مع السين : (2) وهي إحدى اللزوميات التي اختارها وشرحها البطليوسي رقم -2- تحقيق الدكتور حامد عبد المجيد ص53 وهي فيه (8) أبيات بنقص البيت (6)-انظر خطيات اللزوم (د:14)،هـ(1:33)، و(1:28)، ز(1:33)-. ويستوقفنا في نشرة د. طه حسين والأبياري أنهما ينقلان كلام البطليوسي من غير أن ينسباه إليه في كل اللزوميات التي شرحها. وهي القطعة الرابعة والعشرون حسب ما أورده الدكتور طه حسين في كتابه "صوت أبي العلاء" ص67 وهو كتاب يتضمن شرح خمسين لزومية، نشرت لأول مرة عام ١٩٤٤ : منها ٣٦ لزومية مما قافيته همزة وألف، والباقي من قافية الباء وكل ذلك أدرج ضمن نشرته لشرح اللزوميات لاحقا عام ١٩٥٥م، وقال في شرحه للزومية: أيها الملوك الأغراء (الأقوياء)، والأقيال المُتْرَفُون، لقد فزتم بما تحبون من طول الحياة وتأخر الأجل؛ فما لكم لا تبتدرون الخير ولا تستبقون إلى الحسنة، ما لكم تُرجئون تشييد المكرمات وبناء الصالحات إلى مستقبل من الأيام قد لا تدركونه، ومستأنفٍ من الدهر قد لا تبلغونه، مُغْتَرِّين بإملاء الأيام لكم وإبقائها عليكم. ما لكم لا تَدَعون ما أنتم فيه من خمول، ولا تتركون ما أنتم عليه من ضعف، مُحجمين لا تُقدِمون، ومبطئين لا تُسرعون، مستنيمين إلى اللذة، لا تطمح نفوسكم إلى المجد، ولا تسمو إلى المآثر الباقية، أقدموا، فرُبَّ مُتْرَفٍ شهد الهيجاء، ورُبَّ عاشقٍ للنساء كلفٍ بهن صريع بجمالهن، قد ترك اللهو والباطل، ورغب في الجدِّ فأبلى فيه البلاء الحسن. أيها الناس، أنتم مصدر ما تلقَوْن من ظلم، وأصل ما تقاسون من عسف، فَنِيتُمْ في الملوك وأذللتم لهم أنفسكم؛ تشقَوْن ليسعدوا، وتخافون ليأمنوا، وتأرقون ليناموا. غلوتم في ذلك وأسرفتم فيه، فقدَّسَتْهُمْ طائفةٌ منكم عن الخطأ، ووصفتهم بالعصمة، وزعمت أنهم الناطقون والعالم صامت، والمهتدون والحياة حائرة، انتظروا الإمام المعصوم، ورجَوُوا الناطق المرشد والهادي الذي لا يُخطئ. لقد كذَبتْ ظنونهم، وساءت آراؤهم، وأخطئوا قصد السبيل. إن هذا الإمام الذي ينتظرونه، والهادي الذي يرجونه لبين ظهرانيهم، يأمرهم بالعُرفِ فلا يأتمرون، وينهاهم عن الجهل فلا ينتهون، يرغِّبهم في الخير فيصدُّون عنه، ويرهِّبهم الشر فيرغبون فيه. ذلك هو العقل، يخلص لهم فيستغشونه، ويجدّ في نصحهم فيختانونه. أطيعوه أيها الناس تهتدوا، واتَّبِعُوه تَرْشُدوا؛ إنما هو مصدر الرحمة، ومنشأ النعمة، في السفر والحضر، وفي الظعن والإقامة. أيها الناس، إنكم لا تنتظرون إماماً معصوماً، ولا ترجون هادياً موفقاً، وإنما هي بِدَعٌ منتحلة ومذاهب مخترعة، اتخذتموها أسباباً تصلون بها بين رؤسائكم وبين الدنيا، وجعلتموها طرقاً تُرضون بها تلك النفوس التي لا ترضى، والأهواء التي لا تقنع، لا يصدكم عن ذلك رحمة، ولا تعوقكم عنه رأفة، لا تبالون أظلمتم قويّاً أم ضعيفاً؛ ولا تحفِلون أعسفتم رجلاً أم امرأة، كل ذلكم عندكم سواء في مرضاة الرؤساء. ذلك شأنُ زعيمكم الذي جمع الزنج بالبصرة، فأفسدوا فيها ولم يصلحوا، وأساءوا ولم يُحسنوا؛ روَّعُوا العذراء في خِدْرها، وأزعجوا الآمن في سِرْبه. وذلك شأن زعيمكم القرمطي بالأَحساء، جمع أوشاب الناس وقُمامتهم؛ فأزعج الحاجَّ، وانتهك حرمة البيت، وأهدر دماءً معصومة، وأزهق نفوساً محرمة، كل ذلك ليرضي نفساً زاهدةً إلا في الشر، راغبةً إلا عن المنكر. ولكن، هل يجدي النصح، وهل تنفع الموعظة، وهل يحتمل قول الحق، ألا إني أعظك أيها المصلح الحكيم أن تعتزل الناس وتخَلِّي بينهم وبين ما يشتهون؛ فما أعرف أثقل عليهم من كلمة حق، ولا أبغض إليهم من دعوةٍ إلى خير. * أما عن شهرة أبيات هذه اللزومية فقد أوردها ابن العديم في "بغية الطلب" كاملة قال: قرأت بخط أبي طاهر السلفي في رسالة كتبها أبو المظفر إبراهيم بن أحمد بن الليث الآذري إلى الكيا أبي الفتح الأصبهاني قال: ومنها- يعني من قنسرين- أدلجت متوجهاً إلى معرة النعمان، والسوق إلى أبي العلاء أحمد بن عبد الله التنوخي أسعده الله، يحدو ركابي، والحنين إلى لقائه يحث أصحابي، وبلغت المعرة ضحْيةً فلم أطق صبراً حتى دخلت إلى الشيخ أبي العلاء أسعده الله، فشاهدت منه بحراً لا يدرك غوره، وقليب ماء لا يدرك قعره، فأما اللغة ضمن قلبه، والنحو حشو ثوبه، والتصريف نشر بيته، والعروض ملك يده، والشعر طوع طبعه، والترسل بين أمره ونهيه، ورأيت أسبابه كلها أسباب من علم أن العيش تعليل وأن المقام فيها قليل. قال فيها: ورأيت من كتبه كتاب "الفصول والغايات" وكتاب "لزوم ما لا يلزم"، وكتاب "زجر النابح" وسبب تصنيفه هذا الكتاب أن قوماً من حساده فكوا من مقاطيع له في كتاب "لزوم ما لا يلزم" أبياتاً كفروه فيها، وشهدوا عليه باستحالة معانيها، ومقاصد الشيخ أبي العلاء فيها غير مقاصدهم، ومغايصه في معانيها غير مغايصهم، فمن ذلك قوله: إِنَّما هَذِهِ المَذاهِبُ أَسبا=بٌ لِجَذبِ الدُنيا إِلى الرُؤَساءِ# غَرَضُ القَومِ مُتعَةٌ لا يَرِقّو=نَ لِدَمعِ الشَيمّاءِ وَالخَنساءِ# كَالَّذي قامَ يَجمَعُ الزَنجَ بِالبَص=رَةِ وَالقَرمَطِيَّ بِالأَحساءِ# وأول الأبيات: يا مُلوكَ البِلادِ فُزتُم بِنَسءِ ال=عُمرِ وَالجَورُ شَأنُكُم في النِساءِ# ما لَكُم لا تَرَونَ طُرقَ المَعالي=قَد يَزورُ الهَيجاءَ زيرُ نِساءِ# يَرتَجي الناسُ أَن يَقومَ إِمامٌ=ناطِقٌ في الكَتيبَةِ الخَرساءِ# كَذَبَ الظَنُّ لا إِمامَ سِوى العَق=لِ مُشيراً في صُبحِهِ وَالمَساءِ# فَإِذا ما أَطَعتَهُ جَلَبَ الرَح=مَةَ عِندَ المَسيرِ وَالإِرساءِ# ثم يقول: إنما هذه المذاهب الأبيات الثلاثة، فأي بأس بهذا الشعر، وهل أتي القوم إلا من ضعف النحيزة وسوء الفكر. * وأورد منها صاحب الروض المعطار (ابن عبد المنعم الحميري) الأبيات (3،4،8) قال: الأحساء: مدينة على البحر الفارسي تقابل جزيرة أوال وهي بلاد القرامطة، والأحساء مدينة صغيرة وبها أسواق تقوم بها. وكان أبو القاسم بن زكرويه القرمطي صاحب الشامة ينتهي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وخرج أيام المكتفي بجهة السماوة سنة تسع وثمانين ومائتين، فقوي أمره واشتدت شوكته ثم قتل على مقربة من دمشق، فخرج بعده أخ له فصار يعترض الحجاج وبعث رجلاً ليحارب بصرى وأذرعات، فبعث إليه الخليفة الحسين بن حمدان بن حمدون التغلبي فآل الأمر إلى أن قتل وصلب ببغداد فرجمه الناس. وقيل لهم القرامطة لأنهم نسبوا إلى قرمط بن الأشعث لأنه كان يقرمط خطه أو مشيه على ما ورد، أي يقارب خطوه، وكان أخذ أصل مقالته من رجل يقال له الفرج بن عثمان النصراني كان يزعم أنه داعية المسيح وأنه الكلمة وأنه الدابة المذكورة في القرآن والناقة وروح القدس ويحي بن زكريا والمهدي المنتظر، وزعم أن الصلاة أربع ركعات: ركعتان قبل طلوع الشمس وركعتان قبل غروبها وأن القبلة إلى المقدس والحج إليه، والصوم يومان: المهرجان والنيروز، والجمعة يوم الاثنين لا يعمل فيه شغل، وأن النبيذ حرام والخمر حلال ولا غسل من الجنابة ولا وضوء لصلاة، في تخليط كثير ذكره الناس، وفيه يقول أبو العلاء المعري: يَرتَجي الناسُ أَن يَقومَ إِمامٌ=ناطِقٌ في الكَتيبَةِ الخَرساءِ# كَذَبَ الظَنُّ لا إِمامَ سِوى ال=عَقلِ مُشيراً في صُبحِهِ وَالمَساءِ# كَالَّذي قامَ يَجمَعُ الزَنجَ بِالبَص=رَةِ وَالقَرمَطِيَّ بِالأَحساءِ# * وذكر ول ديورانت منها الأبيات (3،4،6) بكتاب قصة الحضارة قال: والمعري بصريح العبارة متشائم، (لا أدري) يؤمن بالعقل دون الوحي: يَرتَجي الناسُ أَن يَقومَ إِمامٌ=ناطِقٌ في الكَتيبَةِ الخَرساءِ# كَذَبَ الظَنُّ لا إِمامَ سِوى ال=عَقلِ مُشيراً في صُبحِهِ وَالمَساءِ# وهو يندد بعلماء الدين الذين يسخرونه لمآرب الإنسان الدنيئة، والذين يملئون المساجد بالرعب حين يخطبون، ولكنهم ليسوا في مسلكهم خيراً من الذين يحتسون الخمر في الحانات على نغمات المغنين. إِنَّما هَذِهِ المَذاهِبُ أَسبا=بٌ لِجَذبِ الدُنيا إِلى الرُؤَساءِ# * والجدير بالذكر أن الأبيات(3،4،6،7،8) رقم (10) من الأبيات التي أوردها أبو العلاء نفسه في كتابه "زجر النابح" المنشور بتحقيق د. أمجد الطرابلسي ص17،18: رقم (10): (3) يَرتَجي الناسُ أَن يَقومَ إِمامٌ=ناطِقٌ في الكَتيبَةِ الخَرساءِ#(4) كَذَبَ الظَنُّ لا إِمامَ سِوى العقْـ=ـلِ مُشيراً في صُبحِهِ وَالمَساءِ# إِنَّما هَذِهِ المَذاهِبُ أَسبا=بٌ لِجَذبِ الدُنيا إِلى الرُؤَساءِ# غَرَضُ القَومِ مُتعَةٌ لا يَرِقّو=نَ لِدَمعِ الشَيمّاءِ وَالخَنساءِ#(5) كَالَّذي قامَ يَجمَعُ الزَنجَ بِالبَص=رَةِ(6) وَالقَرمَطِيَّ(7) بِالأَحساءِ# قال أبو العلاء في الردّ على من اعترض عليه في البيت الثاني: المعنى أن الإنسان إذا سمع ما يخالف الشرعَ دله عقله على فضله، فكأنه إمام له. وليس هذا انتقاصاً بإمام المسلمين، ولكن هو مثل قولهم: (لا فتى إلا عليّ) أي شأنه عظيم وإن كان الفتيان كثيراً. ولا ريب أن الإمام يأتم بالعقل ويتدبر به. وحدّث بعض من سافر إلى اليمن أن في جبالهم والمواضع القاصية من بلددهم نحواً من ثلاثين رجلاً كلهم يدّعي أنه إمام مُنْتَظَر. فيُجبى إليهم مال كثير. وكلّ رجلٍ منهم يكفّر الباقين ويزعم أنّ سفك دمائهم حلال. فهذا الغرض من قول القائل: (كالذي قام يجمع الزّنج بالبصرة)هـ. هذا كلام الشيخ من زجر النابح. (10-آ) @ (1)حرف الهمزة_ الهمزة المكسورة مع السين: ص 61شرح نَديم عَدِي_ ج1/دار طلاس للدراسات/ط2. (2)فصل الهمزة_ الهمزة المكسورة مع السين: ص 162تأليف الدكتور طه حسين، إبراهيم الأبياري ج1/دار المعارف بمصر. (3)من قصيدة في لزوم ما لا يلزم (1/55) مطلعها: يا مُلوكَ البِلادِ فُزتُم بِنَسءِ ال=عُمرِ وَالجَورُ شَأنُكُم في النِساءِ# (4)الكتيبة الخرساء: هي التي صمتت من كثرة الدروع، وقيل هي التي لا تسمع لها صوتاً من وقارهم في الحرب. والإمام الناطق: المنتظر قيامه عند الشيعة ليملأ الدنيا عدلاً كما مُلئت جورا. (5)الخنساء: من كان أنفها قصيراً مع ارتفاع قليل في الأرنبة، والشماء: من اتصف أنفها بالشمم، أي ارتفاع القصبة وحسنها واستواء أعلاها. (6)والذي قام يجمع الزنج بالبصرة: هو الدعيّ العَلويّ الذي قاد ثورة الزنج واكتسح البصرة سنة 257هـ، وظل يهدِّد أمن الدولة العباسية سنين طويلة إلى أن قُتل سنة 270 هـ في أيام المعتمد على يد أخيه وقائد جيوشه الموفَّق. (7)والقرمطيّ، هو الحسن بن بهرام الجنَّابي الذي قتل سنة301هـ. وهو أول من أسس للقرامطة دولة في الإحساء في منطقة البحرين. وقد يكون المقصود ابنه سليمان بن الحسن الجنابي الذي مرّ ذكره (انظر النص -7-والحاشيتان -2و4-)(أي اللزومية 13 مطلعها: أَسَيتُ عَلى الذَوائِبِ أَن عَلاها، وأورد المعري نفسه الأبيات (7،8)منها: ولَستُ كَمَن يَقولُ بِغَيرِ عِلمٍ=سَواءٌ مِنكَ فَتكٌ وَاِتِّقاءُ# فَقَد وَجَبَت عَلَيكَ صَلاةُ ظُهرٍ=إِذا وافاكَ بِالماءِ السَقاءُ# والحاشيتان هما: أ-الجنابيّ نسبة إلى جنابة: بلد صغيرة على ساحل الخليج الفارسي : هو سليمان بن الحسن القرمطي من زعماء القرامطة. توفي سنة 332هـ. (ترجمته في الأعلام). وسيرد ذكر الجنُّابي في هذه النصوص غير مرّة وقد ذكره المعريّ في رسالة الغفران :384، قال: (وأما الجنابيّ، فلو عوقب بلدٌ بمن يسكنه لجاز أن يؤخذ به جنُّابة، ولا يُقبل لها إنابة). تعليق موقع المعري: (وعلق الاستاذ السريحي في تحقيقه لمعجم البلدان بقوله: جنابة الآن تنطق كَناوة (Ganaveh) في جنوب غرب إيران (محافظة بو شهر)، على الخليج العربي بين مينائي بو شهر وديلم، وتقع شمال بو شهر يميل نحو الغرب، وتبعد عنها زهاء 80 كم، وجنوب شرق بندر ديلم بنحو 65كم، على خط الطول 30/50 وخط العرض 34/29 وفي جنوبها الغربي تقع جزيرة خارك على بعد 40 كم، وأطلال المدينة القديمة ما تزال باقة وهي على نحو 4 كم من الساحل. -انظر بلدان الخلافة الشرقية 309،310 دائرة المعارف الإسلامية 7/115-). (5)الزرافة: الجماعة. ب-القرمطيُّ: هو الجنَّابي الذي مرَّ ذكره، وقد دخل مكة سنة 317هـ واقتلع الحجر الأسود وأخذه إلى هَجْر، وقد أعيد الحجر إلى الكعبة سنة339هـ.


الى صفحة القصيدة »»